القائمة الرئيسية

الصفحات

فقيه الملة و عالم العراق أبو حنيفة النعمان

إن الشيعة الضلال الكذبة الحاقدة على الإسلام و علماءه من لدن الصحابة الكرام إلى علماء زماننا أو كل من يبين ضلالاتهم و خزعبلاتهم التي كذبوا بها آل البيت الشريف الطاهر هو ما جعلنا نستعرض حياة علماؤنا الأفذاذ الأفاضل و تعريف المسلمين برجالهم الشرفاء لا سيما في هذا الزمن الذي يكثر فيه الكتب و المراجع و تقل فيه المطالعة و التحقيق لإشتغال الناس في القيل والقال و تصديق كل من يتكلم عن الدين و العلماء بدون علم و مع كثرة العلمانيين و الملاحدة و الصوفية الضلال و المغالون من الأشاعرة هو ما جعلنا نبدأ هذه السلسلة المباركة إن شاء بالتعريف بعلماء الأمة الأفاضل و من كذب الشيعة و ضلالاتهم سنستعرض بعض أقول الزنادقة الفجار منهم ك الكليني و الكشي لعنهم الله فقد روى الكليني في (الكافي) عن سماعة بن مهران، عن إمامهم المعصوم السابع أبي الحسن موسى عليه السلام في حديث: (إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا به، وإذا جاءكم ما لا تعلمون فها -وأهوى بيده إلى فيه- ثم قال: لعن الله أبا حنيفة، كان يقول: قال علي عليه السلام وقلت أنا وقالت الصحابة) (2) . وروى محمد بن عمرو الكشي في كتابه (اختيار معرفة الرجال) المعروف برجال الكشي، عن هارون بن خارجة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ [الأنعام: 82]قال: (هذا ما استوجبه أبو حنيفة وزرارة) (3) . وفي رواية عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ [الأنعام: 82] قال: (أعاذنا الله وإياك من ذلك الظلم، قلت: ما هو؟ قال: هو والله ما أحدث زرارة وأبو حنيفة) (4) . ويقول التيجاني: (فهذا أبو حنيفة نجده قد ابتدع مذهباً يقوم على القياس والعمل بالرأي مقابل النصوص الصريحة) (5) . وكل هذا مردود بما تواتر عن الإمام أبي حنيفة بأنه من أئمة السنة والحق والهدى، وبما خلفه من علم تعجز الرجال عن حمله. و لكي نرد على كل ما تقدم سوف نتعرف على فقيه الملة و عالم العراق و أول العلماء الأربعة الأخيار مع الإمام الحافظ الحجة الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء الإمام ، فقيه الملة ، عالم العراق أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى التيمي ، الكوفي ، مولى بني تيم الله بن ثعلبة يقال : إنه من أبناء الفرس . [ ص: 391 ] ولد سنة ثمانين في حياة صغار الصحابة ، ورأى أنس بن مالك لما قدم عليهم الكوفة . ولم يثبت له حرف عن أحد منهم ، وروى عن عطاء بن أبي رباح ، وهو أكبر شيخ له وأفضلهم على ما قال . وعن الشعبي ، وعن طاوس ولم يصح ، وعن جبلة بن سحيم ، وعدي بن ثابت ، وعكرمة ، وفي لقيه له نظر ، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، وعمرو بن دينار ، وأبي سفيان طلحة بن نافع ، ونافع مولى ابن عمر ،وقتادة ، وقيس بن مسلم ، وعون بن عبد الله بن عتبة ، والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ، ومحارب بن دثار ، وعبد الله بن دينار ، والحكم بن عتيبة ، وعلقمة بن مرثد ، وعلي بن الأقمر ، وعبد العزيز بن رفيع ، وعطية العوفي ، وحماد بن أبي سليمان وبه تفقه ، وزياد [ ص: 392 ] بن علاقة ،وسلمة بن كهيل ، وعاصم بن كليب ،وسماك بن حرب ، وعاصم ابن بهدلة ،وسعيد بن مسروق ، وعبد الملك بن عمير ،وأبي جعفر الباقر ، وابن شهاب الزهري ،ومحمد بن المنكدر ، وأبي إسحاق السبيعي ،ومنصور بن المعتمر ، ومسلم البطين ، ويزيد بن صهيب الفقير ، وأبي الزبير ، وأبي حصين الأسدي ، وعطاء بن السائب ، وناصح المحلمي ، وهشام بن عروة ، وخلق سواهم . حتى إنه روى عن شيبان النحوي وهو أصغر منه ، وعن مالك بن أنس وهو كذلك . وعني بطلب الآثار ، وارتحل في ذلك ، وأما الفقه والتدقيق في الرأي وغوامضه ، فإليه المنتهى والناس عليه عيال في ذلك . [ ص: 393 ] حدث عنه خلق كثير ، ذكر منهم شيخنا أبو الحجاج في تهذيبه هؤلاء على المعجم : إبراهيم بن طهمان عالم خراسان ، وأبيض بن الأغر بن الصباح المنقري ،وأسباط بن محمد ، وإسحاق الأزرق ، وأسد بن عمرو البجلي ، وإسماعيل بن يحيى الصيرفي ، وأيوب بن هانئ ، والجارود بن يزيد النيسابوري ، وجعفر بن عون ،والحارث بن نبهان ، وحيان بن علي العنزي ،والحسن بن زياد اللؤلؤي ، والحسن بن فرات القزاز ، والحسين بن الحسن بن عطية العوفي ، وحفص بن عبد الرحمن القاضي ،وحكام بن سلم ، وأبو مطيع الحكم بن عبد الله ، وابنه حماد بن أبي حنيفة ، وحمزة الزيات وهو من أقرانه ، وخارجة بن مصعب ،وداود الطائي ، وزفر بن الهذيل التميمي الفقيه ، وزيد بن الحباب ، وسابق الرقي ،وسعد بن الصلت القاضي ، وسعيد بن أبي الجهم القابوسي ، وسعيد بن سلام العطار ،وسلم بن سالم البلخي ، وسليمان بن عمرو النخعي ، وسهل بن مزاحم ، وشعيب بن إسحاق ، والصباح بن محارب ، والصلت بن الحجاج ، وأبو عاصم النبيل ، وعامر بن الفرات ، وعائذ بن حبيب ، وعباد بن العوام ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الله بن يزيد المقرئ ، وأبو يحيى عبد الحميد الحماني ،وعبد الرزاق ، وعبد العزيز بن خالد ترمذي ، وعبد الكريم بن محمد الجرجاني ، وعبد المجيد بن أبي رواد ، وعبد الوارث التنوري ،وعبيد الله بن الزبير القرشي ، وعبيد الله بن عمرو الرقي ، وعبيد الله بن موسى ، وعتاب بن محمد ، وعلي بن ظبيان القاضي ، وعلي بن عاصم ، وعلي بن مسهر القاضي ، وعمرو بن محمد العنقزي ، وأبو قطن عمرو بن الهيثم ، وعيسى بن يونس ، وأبو نعيم ،والفضل بن موسى ، والقاسم بن الحكم العرني ، والقاسم بن معن ، وقيس بن الربيع ، ومحمد بن أبان العنبري كوفي ، ومحمد بن بشر ، ومحمد بن الحسن بن أتش ، ومحمد [ص: 394 ] بن الحسن الشيباني ، ومحمد بن خالد الوهبي ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري ، ومحمد بن الفضل بن عطية ، ومحمد بن القاسم الأسدي ، ومحمد بن مسروق الكوفي ، ومحمد بن يزيد الواسطي ، ومروان بن سالم ، ومصعب بن المقدام ، والمعافى بن عمران ،ومكي بن إبراهيم ، ونصر بن عبد الكريم البلخي الصيقل ، ونصر بن عبد الملك العتكي ، وأبو غالب النضر بن عبد الله الأزدي ، والنضر بن محمد المروزي ،والنعمان بن عبد السلام الأصبهاني ، ونوح بن دراج القاضي ، ونوح بن أبي مريم الجامع ، وهشيم ، وهوذة ، وهياج بن بسطام ،ووكيع ، ويحيى بن أيوب المصري ، ويحيى بن نصر بن حاجب ، ويحيى بن يمان ، ويزيد بن زريع ، ويزيد بن هارون ، ويونس بن بكير ، وأبو إسحاق الفزاري ، وأبو حمزة السكري ، وأبو سعد الصاغاني ، وأبو شهاب الحناط ، وأبو مقاتل السمرقندي ،والقاضي أبو يوسف . قال أحمد العجلي : أبو حنيفة تيمي من رهط حمزة الزيات . كان خزازا يبيع الخز . وقال عمر بن حماد بن أبي حنيفة : أما زوطىفإنه من أهل كابل ، وولد ثابت على الإسلام . وكان زوطى مملوكا لبني تيم الله بن ثعلبة فأعتق فولاؤه لهم ، ثم لبني قفل . قال : وكان أبو حنيفة خزازا ، ودكانه معروف في دار عمرو بن حريث . وقال النضر بن محمد المروزي ، عن يحيى بن النضر قال : كان والد أبي حنيفة من نسا . وروى سليمان بن الربيع ، عن الحارث بن إدريس قال : أبو حنيفة أصله من ترمذ . وقال أبو عبد الرحمن المقري : أبو حنيفة منأهل بابل . [ ص: 395 ] وروى أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن البهلول عن أبيه ، عن جده قال :ثابت والد أبي حنيفة من أهل الأنبار . مكرم بن أحمد القاضي : حدثنا أحمد بن عبد الله بن شاذان المروزي ، عن أبيه ، عن جده ، سمعت إسماعيل يقول : أنبأنا إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة النعمان بن ثابت بن المرزبان من أبناء فارس الأحرار ، والله ما وقع علينا رق قط . ولد جدي في سنة ثمانين ، وذهب ثابت إلى علي وهو صغير ، فدعا له بالبركة فيه ، وفي ذريته ، ونحن نرجو من الله أن يكون استجاب ذلك لعلي -رضي الله عنه- فينا . قال : والنعمان بن المرزبان والد ثابت هو الذي أهدى لعلي الفالوذج في يوم النيروز فقال علي : نورزونا كل يوم ، وقيل كان ذلك في المهرجان ، فقال : مهرجونا كل يوم . قال محمد بن سعد العوفي : سمعت يحيى بن معين يقول : كان أبو حنيفة ثقة لا يحدث بالحديث إلا بما يحفظه ، ولا يحدث بما لا يحفظ . وقال صالح بن محمد : سمعت يحيى بن معين يقول : كان أبو حنيفة ثقة في الحديث ، وروى أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز ،عن ابن معين : كان أبو حنيفة لا بأس به . وقال مرة : هو عندنا من أهل الصدق ، ولم يتهم بالكذب . ولقد ضربه ابن هبيرة على القضاء ، فأبى أن يكون قاضيا . وسيرته تحتمل أن تفرد في مجلدين ، رضي الله عنه ورحمه . توفي شهيدا مسقيا في سنة خمسين ومائة وله سبعون سنة ، وعليه قبة عظيمة ومشهد فاخر ببغداد ، والله أعلم . وابنه الفقيه حماد بن أبي حنيفة : كان ذا علم ودين وصلاح وورع تام . لما توفي والده ، كان عنده ودائع كثيرة ، وأهلها غائبون ، فنقلها حماد إلى الحاكم ليتسلمها ، فقال : بل دعها عندك فإنك أهل . فقال : زنها واقبضها حتى تبرأ منها ذمة الوالد ، ثم افعل ما ترى . ففعل القاضي ذلك . وبقي في وزنها وحسابها أياما ، واستتر حماد فما ظهر حتى أودعها القاضي عند أمين . توفي حماد سنة ست وسبعين ومائة كهلا . له رواية عن أبيه وغيره . حدث عنه ولده الإمام إسماعيل بن حماد قاضي البصرة . رحمه الله و اسكنه فسيح جناته رغم ما ينسبه إليه الماتريدية اليوم من الأمور المخلة في العقيدة إلا إنه منهم بريء براءة الذئب من دم يعقوب .
author-img
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته إخوتي أخواتي

تعليقات

التنقل السريع