الإمام مالك بن أنس علامة زمانه
إن أمة الإسلام قد جعل الله فيها رجالا صانوا الدين و حموه من التحريف سواء بالسيف أو في بث العلم فكانوا لنا قدوات وعلى أسمائهم نتسمى لعل الله يجعل للإسم نصيب و نشبههم ولو قليلا لأن القليل منهم في زماننا كثير جدا و سنبدأ في فقرة علماء الإسلام بشيخنا و شيخ الشيوخ إمام الأئمة و علامة العلماء الحجة إمامنا مالك بن أنس رحمه الله هو وجميع علماء المسلمين ءامين يا رب العالمين.
هو شيخ الإسلام ، حجة الأمة ، إمام دار الهجرة أبو عبد الله مالك
بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث
، وهو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن شداد بن [ ص: 49 ] زرعة ، وهو حمير الأصغر الحميري ثم الأصبحي المدني ،
حليف بني تيم من قريش ، فهم حلفاء عثمان أخي طلحة بن عبيد الله أحد العشرة .
وأمه
هي : عالية بنت شريك الأزدية . وأعمامه هم : أبو سهيل
نافع وأويس ،والربيع ، والنضر ، أولاد أبي
عامر .
وقد
روى الزهري عن والده أنس ، وعميه أويس وأبي سهيل .
وقال : مولى التيميين ، وروى أبو أويس عبد الله عن
عمه الربيع ، وكان أبوهم من كبار علماء التابعين . أخذ
عن عثمان وطائفة .
مولد مالك على
الأصح في سنة ثلاث وتسعين عام موت أنس خادم رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - ، ونشأ في صون ورفاهية وتجمل . وطلب العلم وهو حدث بعيد
موت القاسم وسالم . فأخذ عن نافع ،وسعيد
المقبري ، وعامر
بن عبد الله بن الزبير، وابن
المنكدر ، والزهري ، وعبد
الله بن دينار ، وخلق سنذكرهم على المعجم ، وإلى جانب كل واحد منهم ما
روى عنه في الموطأ ، كم عدده . وهم : إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، أيوب
بن أبي تميمة السختياني عالم البصرة ، أيوب بن حبيب الجهني مولى سعد بن مالك ،
. إبراهيم بن عقبة ،إسماعيل بن أبي حكيم ، إسماعيل بن محمد بن سعد ، ثور بن زيد الديلي ، جعفر
بن محمد ، حميد الطويل ، حميد بن قيس الأعرج، خبيب بن عبد الرحمن ، داود
بن الحصين ،داود أبو ليلى بن عبد الله في
القسامة ، ربيعة الرأي ، زيد
بن أسلم ، زيد بن رباح ، زياد بن سعد [ ص: 50 ] زيد بن أبي أنيسة ، سالم
أبو النضر ، سعيد بن أبي سعيد ، سمي
مولى أبي بكر ، سلمة بن دينار أبو حازم ، سهيل بن أبي صالح ، سلمة بن صفوان الزرقي ،سعد بن إسحاق ، سعيد بن عمرو بن شرحبيل ، شريك بن أبي نمر ، صالح بن كيسان ، صفوان بن سليم ، صيفي مولى ابن أفلح ، ضمرة بن سعيد ، طلحة بن عبد الملك ، عامر
بن عبد الله بن الزبير ، عبد الله بن الفضل ، عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك ، عبد الله بن أبي بكر بن حزم ، عبد الله بن يزيد مولى
الأسود ، عبد
الله بن دينار ،أبو الزناد عبد الله بن
ذكوان .
عبد
الرحمن بن القاسم ، عبد الرحمن بن أبي صعصعة ، عبد الله بن عبد الرحمن أبو طوالة، عبيد الله بن سليمان الأغر ، عبيد الله بن عبد الرحمن ، عبد الرحمن بن حرملة ، عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عبد المجيد بن سهيل ،عبد
ربه بن سعيد ، عبد الكريم الجزري ،عطاء
الخراساني ، عمرو بن الحارث ، عمرو
بن أبي عمرو ، عمرو بن يحيى بن عمار ،علقمة بن أبي علقمة ، العلاء بن عبد الرحمن، فضيل بن أبي عبد الله ، قطن بن وهب ،الزهري ، ابن المنكدر ، أبو الزبير ، محمد بن عبد الرحمن يتيم
عروة ، محمد بن عمرو بن حلحلة ، محمد بن عمارة ، محمد بن أبي أمامة، محمد بن عبد الله بن أبي
صعصعة ، محمد بن أبي بكر الثقفي ، محمد بن عمرو بن علقمة ، محمد بن يحيى بن حبان ، محمد بن أبي بكر بن حزم ، أبو الرجال محمد ، موسى
بن عقبة ، موسى بن ميسرة ، موسى بن أبي تميم ، مخرمة بن سليمان ، مسلم بن أبي مريم ،المسور بن رفاعة ، نافع ، أبو [ ص: 51 ]سهيل نافع بن مالك ، نعيم المجمر ، وهب بن كيسان ، هاشم بن هاشم الوقاصي ،هلال بن أبي ميمونة ، هشام
بن عروة ، يحيى بن سعيد الأنصاري ، يزيد بن خصيفة ،يزيد بن أبي زياد المدني ، يزيد
بن عبد الله بن الهاد ، يزيد بن رومان ، يزيد
بن عبد الله بن قسيط ، يونس بن يوسف بن حماس ، أبو بكر بن عمر العمري ، أبو بكر بن نافع ، الثقة عنده
، الثقة .
فعنهم
كلهم ست مائة وستة وثلاثون حديثا ، وستة أحاديث عمن لم يسم ، واختلف في ذلك في أحد
وسبعين حديثا .
وممن
روى عنه مالك مقاطيع : عبد الكريم بن أبي المخارق ، ومحمد بن عقبة ، وعمر بن حسين ، وكثير بن زيد ، وكثير بن فرقد ،ومحمد بن عبيد الله بن أبي
مريم ، وعثمان بن حفص بن خلدة ، ومحمد بن عبد الرحمن بن سعد بن
زرارة ، ويعقوب بن يزيد بن طلحة، ويحيى بن محمد بن طحلاء ، وسعيد بن عبد الرحمن بن رقيش ، وعبد الرحمن بن المجبر ، والصلت بن زييد وأبو عبيد
حاجب سليمان ، ومحمد بن يوسف ، وعفيف بن عمرو ، ومحمد بن زيد بن قنفذ ، وأبو جعفر القارئ ، وعمر بن محمد بن زيد ، وصدقة بن يسار المكي ، وزياد بن أبي زياد ، وعمارة بن صياد ، وسعيد بن سليمان بن زيد بن
ثابت ، وسعيد بن عمرو بن سليم ، وعروة بن أذينة ، وأيوب
بن موسى ، ومحمد بن أبي حرملة ، وأبو بكر بن عثمان ، وجميل بن عبد الرحمن المؤذن ، وعبد الرحمن بن محمد بن عبد
الله [ ص: 52 ] بن عبد ، وعمرو بن عبيد الله الأنصاري ، وإبراهيم
بن أبي عبلة ،وعبد الله بن سعيد بن أبي
هند ، ويزيد بن حفص ، وعاصم بن عبيد الله ، وثابت الأحنف ، وعبد الرحمن بن أبي حبيب ،وعمر بن أبي دلاف ، وعبد الملك بن قريز ،والوليد بن عبد الله بن صياد ، وعائشة بنت سعد .
وفي
" الموطأ " عدة مراسيل أيضا عن الزهري ، ويحيى الأنصاري وهشام
بن عروة. عمل الإمام الدارقطني أطراف جميع ذلك في جزء كبير ، فشفى
وبين ، وقد كنت أفردت أسماء الرواة عنه في جزء كبير يقارب عددهم ألفا وأربعمائة ،
فلنذكر أعيانهم .
حدث
عنه من شيوخه : عمه أبو سهيل ،ويحيى بن أبي كثير ، والزهري ، ويحيى بن سعيد ، ويزيد بن الهاد ، وزيد
بن أبي أنيسة ،وعمر بن محمد بن زيد ، وغيرهم
.
ومن
أقرانه : معمر ، وابن
جريج ، وأبو
حنيفة ، وعمرو
بن الحارث ، والأوزاعي ،وشعبة ، والثوري ، وجويرية
بن أسماء ،والليث ، وحماد
بن زيد ، وخلق ، وإسماعيل بن جعفر ، وسفيان بن عيينة ، وعبد
الله بن المبارك ، والدراوردي ، وابن
أبي الزناد ،وابن
علية ، ويحيى بن أبي زائدة ، وأبو
إسحاق الفزاري ، ومحمد بن الحسن الفقيه ،وعبد
الرحمن بن القاسم ، وعبد
الرحمن بن مهدي ، ومعن بن عيسى القزاز ، وعبد
الله بن وهب ، وأبو قرة موسى بن طارق ،والنعمان
بن عبد السلام ، ووكيع ، والوليد
بن مسلم ، ويحيى
القطان ، وإسحاق بن سليمان الرازي ، وأنس بن عياض الليثي ،وضمرة بن ربيعة ، وأمية بن خالد ، وبشر بن السري [ ص: 53 ] الأفوه ، وبقية بن الوليد ، وبكر بن الشرود الصنعاني ، وأبو أسامة ، وحجاج
بن محمد ، وروح
بن عبادة، وأشهب
بن عبد العزيز ، وأبو عبد الله الشافعي ، وعبد
الله بن عبد الحكم ، وزياد بن عبد الرحمن شبطون الأندلسي ، وأبو
داود الطيالسي ، وأبو كامل مظفر بن مدرك ،وأبو
عاصم النبيل ، وعبد الرزاق ، وأبو
عامر العقدي ، وأبو مسهر الدمشقي ، وعبد الله بن نافع الصائغ ، وعبد الله بن عثمان المروزي
عبدان ، ومروان بن محمد الطاطري، وعبد الله بن يوسف التنيسي ، وعبد
الله بن مسلمة القعنبي ، وأبو نعيم الفضل بن دكين، ومعلى بن منصور الرازي ، ومنصور بن سلمة الخزاعي ، والهيثم بن جميل الأنطاكي ،وهشام
بن عبيد الله الرازي ، وأسد بن موسى ، وآدم
بن أبي إياس ، ومحمد
بن عيسى بن الطباع ، وخالد بن مخلد القطواني، ويحيى
بن صالح الوحاظي ، وأبو بكر ، وإسماعيل ابنا أبي
أويس ، وعلي
بن الجعد ،وخلف
بن هشام .
ويحيى
بن يحيى التميمي ، ويحيى بن يحيى الليثي ، وسعيد
بن منصور ، ويحيى بن بكير، وأبو جعفر النفيلي ، وقتيبة
بن سعيد ،ومصعب
بن عبد الله الزبيري ، وأبو
مصعب الزهري ، وأحمد بن يونس اليربوعي ،وسويد
بن سعيد ، ومحمد بن سليمان لوين ،وهشام
بن عمار ، وأحمد بن حاتم الطويل ،وأحمد بن نصر الخزاعي الشهيد ، وأحمد بن محمد الأزرقي ، وإبراهيم بن يوسف البلخي
الماكياني ، وإبراهيم بن سليمان الزيات
البلخي ، وإسماعيل بن موسى الفزاري ،وإسحاق بن عيسى بن الطباع أخو
محمد ،وإسحاق بن محمد الفروي ، وإسحاق بن الفرات ، وإسحاق بن إبراهيم الحنيني ،وبشر
بن الوليد الكندي ، وحبيب بن أبي حبيب كاتب مالك ، والحكم بن المبارك
الخاشتي وخالد بن خداش المهلبي ، وخلف بن هشام البزار ، وزهير [ ص: 54 ] بن عباد الرؤاسي ، وسعيد بن عفير المصري ، وسعيد بن داود الزبيري ، وسعيد بن أبي مريم ،وأبو الربيع سليمان بن داود
الزهراني ،وصالح بن عبد الله الترمذي ، وعبد الله بن نافع بن ثابت
الزبيري ، وعبد الله بن نافع الجمحي ، وعبد الرحمن بن عمرو البجلي
الحراني ، وعبد
الأعلى بن حماد النرسي ،وعبد العزيز بن يحيى المدني ، وأبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي ، وعلي بن عبد الحميد المعني ، وعتبة بن عبد الله اليحمدي المروزي، وعمرو بن خالد الحراني ، وعاصم بن علي الواسطي ، وعباس بن الوليد النرسي ،وكامل
بن طلحة ، ومحمد بن معاوية النيسابوري ، ومحمد بن عمر الواقدي ، وأبو الأحوص محمد بن حبان
البغوي ، ومحمد بن جعفر الوركاني ، ومحمد بن إبراهيم بن أبي
سكينة ، ومنصور بن أبي مزاحم ،ومطرف بن عبد الله اليساري ، ومحرز بن سلمة العدني ، ومحرز بن عون ، والهيثم
بن خارجة ، ويحيى بن قزعة المدني ، ويحيى بن سليمان بن نضلة
المدني ، ويزيد بن صالح النيسابوري
الفراء .
وآخر
أصحابه موتا راوي " الموطأ " أبو حذافة أحمد بن إسماعيل
السهمي ، عاش بعد مالك ثمانين عاما .
وقد
حج قديما ، ولحق عطاء بن أبي رباح ، فقال مصعب الزبيري :
سمعت ابن أبي الزبير ، يقول : حدثنا مالك ، قال : رأيت عطاء
بن أبي رباح دخل المسجد ، وأخذ برمانة المنبر ، ثم استقبل القبلة . [ ص: 55 ]
قال معن ، والواقدي ، ومحمد بن الضحاك :
حملت أم مالك بمالك ثلاث سنين . وعن الواقدي قال : حملت به
سنتين .
وطلب مالك العلم
، وهو ابن بضع عشرة سنة ، وتأهل للفتيا ، وجلس للإفادة ، وله إحدى وعشرون سنة ،
وحدث عنه جماعة وهو حي شاب طري ، وقصده طلبة العلم من الآفاق في آخر دولة أبي
جعفر المنصور وما بعد ذلك ، وازدحموا عليه في خلافة الرشيد ، وإلى أن
مات .
أخبرنا أبو
الحسن علي بن عبد الغني المعدل ، أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف ،
أخبرنا أحمد بن إسحاق ، أخبرنا محمد بن أبي القاسم الخطيب ،
قالا : أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا علي بن محمد
بن محمد الأنباري ، أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي ،
أخبرنا محمد بن مخلد ، حدثنا أبو يحيى محمد بن سعيد بن غالب
العطار ، حدثنا ابن عيينة عن ابن جريج ، عن أبي
الزبير ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، يبلغ به النبي - صلى الله عليه
وسلم - قال : ليضربن
الناس أكباد الإبل في طلب العلم ، فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة.
وبه إلى ابن مخلد : حدثنا ليث بن الفرج ، حدثنا عبد
الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن ابن
جريج ، عن أبي الزبير ، عن أبي صالح ، عن [ ص: 56 ] أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - : يأتي على
الناس زمان يضربون أكباد الإبل . . .فذكر الحديث . هذا حديث نظيف
الإسناد ، غريب المتن . رواه عدة عن سفيان بن عيينة . وفي لفظ : يوشك أن يضرب الناس آباط الإبل
يلتمسون العلم وفي لفظ : من عالم بالمدينة وفي لفظ : أفقه
من عالم المدينة .
وقد
رواه المحاربي عن ابن جريج موقوفا ، ويروى عن محمد بن
عبد الله الأنصاري ، عن ابن جريج مرفوعا . .
وقد
رواه النسائي فقال : حدثنا علي بن أحمد، حدثنا محمد بن
كثير ، عن سفيان ، عن أبي الزناد ، عن أبي صالح ،
عن أبي هريرة ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يضربون أكباد الإبل فلا يجدون عالما
أعلم من عالم المدينة قال النسائي : هذا خطأ ، الصواب عن أبي
الزبير ، عن أبي صالح .
معن بن عيسى ، عن أبي المنذر زهير التميمي، قال :
قال عبيد الله بن عمر ، عن سعيد بن أبي هند ، عن أبي
موسى الأشعري ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
: يخرج ناس من المشرق والمغرب في طلب العلم ، فلا يجدون عالما أعلم من
عالم المدينة.
ويروى
عن ابن عيينة قال : كنت أقول : هوسعيد بن المسيب ، حتى قلت : كان في زمانه سليمان
بن يسار ، وسالم
بن عبد الله ، وغيرهما ، ثم أصبحت اليوم أقول : إنه مالك
، لم يبق له نظير بالمدينة . [ ص: 57 ]
قال القاضي
عياض : هذا هو الصحيح عن سفيان . رواه عنه ابن مهدي وابن
معين ،وذؤيب بن عمامة وابن
المديني ، والزبير
بن بكار ، وإسحاق
بن أبي إسرائيل ، كلهم سمع سفيان يفسره بمالك ، أو
يقول : وأظنه ، أو أحسبه ، أو أراه ، أو كانوا يرونه .
وذكر أبو
المغيرة المخزومي أن معناه : ما دام المسلمون يطلبون العلم لا يجدون أعلم من
عالم بالمدينة . فيكون على هذا : سعيد بن المسيب ، ثم بعده من هو من شيوخ مالك
،ثم مالك ، ثم من قام بعده بعلمه ، وكان أعلم أصحابه .
قلت
: كان عالم المدينة في زمانه بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وصاحبيه ، زيد بن ثابت ، وعائشة ، ثم ابن عمر ، ثم سعيد
بن المسيب ، ثم الزهري ، ثم عبيد الله بن عمر ،
ثم مالك .
وعن ابن
عيينة قال : مالك عالم أهل الحجاز، وهو حجة زمانه .
وقال الشافعي - وصدق وبر - إذا ذكر العلماء فمالك النجم . قال
الزبير بن بكار في حديث : ليضربن الناس أكباد الإبل . . . كان سفيان بن
عيينة إذا حدث بهذا في حياة مالك ، يقول : أراه مالكا. فأقام على ذلك زمانا ثم رجع بعد
، فقال : أراه عبد الله بن عبد العزيز العمري الزاهد .
قال ابن
عبد البر ، وغير واحد : ليس العمري ممن يلحق في العلم
والفقه بمالك ،وإن كان شريفا سيدا ، عابدا . [ ص: 58 ]
قال أحمد
بن أبي خيثمة : حدثنا مصعب ، قال : أخبرنا سفيان : نرى
هذا الحديث أنه هو مالك ، وكان سفيان يسألني عن
أخبارمالك .
قلت
: قد كان لهذا العمري علم وفقه جيد وفضل ، وكان قوالا بالحق ، أمارا بالعرف ،
منعزلا عن الناس ، وكان يحض مالكا إذا خلا به على الزهد ، والانقطاع
والعزلة ، فرحمهما الله
سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي رحمه الله
تعليقات
إرسال تعليق