إفريقيا القارة المظلومة
إفريقيا القارة المظلومة تقع قارة افريقيا قارات العالم القديم يحدها شمالا البحر
المتوسط و غربا المحيط الاطلسي و البحر الاحمر من الشمال الشرقي و المحيط الهندي من
الجنوب الشرقي و الشرق و هي ثانية أكبر قارة مساحة إذ تتجاوز مساحتها 30 مليون
كيلومتر مربع موزعة على 45 دولة، على رأسها الجزائر كأكبر دولة مساحة حيث تمتلك
مساحة تقدر ب 2.381.741 كلم مربع ثم تليها السودان بمساحة تقدر ب 1.865.813 كلم
مربع.
المناخ
اما المناخ فهو مزيج بين المناخ الإستوائي و مناخ المناطق شبه القطبية
كما تجمع بين مناطق قاحلة في الجزء الشمالي و مناطق سهول السافانا حيث الأمطار
الغزيرة بالأجزاء الوسطى و الجنوبية كما تضم سهول شاسعة بالسواحل و المناطق القريبة
من الشواطئ. كما تختلف التضاريس على تنوع الغطاء النباتي و الثروة الحيوانية و
الحيوانات البرية.
السكان (العرق و اللغة و الديانة)
يبلغ عدد سكان القارة نحو 1.2
مليار نسمة يعيش ثلثاهم على الزراعة حيث تعتبر مصر و نيجيريا و اثيوبيا من اكبر دول
القارة من حيث عدد السكان و من بين اصغر دول القارة سيشل التي يبلغ عدد سكانها
حوالي 93 الف نسمة و تتميز القارة الافريقية بتنوع الاجناس من زنوج و مغول و قوقاز
و عرب و امازيغ و اقزام الذين يعتبروا أصل السكان و يقطنون في الجنوب الافريقي. أما
اللغة فقد ذهب اكثر الباحثين و الخبراء أنها تحتوي على اكثر من الفي لغة اصلية و
محلية تندرج جميعها ضمن ست عائلات لغوية اساسية منها اللغات الافروآسيوية المنتشرة
في الشرق الأوسط و شمال افريقيا و القرن الافريقي و اجزاء من منطقة الساحل اما
اللغة الزنجية فيتكلم بها في غرب و وسط و جنوب القارة أما لغة الملايو و بولونيوز
التي يتحدث بها المغول اما الاقزام فهم يتكلمون لغة الطوي سان و هناك لغات أخرى ك
السواحلية و لغة الهوسا و السودانية التي يتحدث بها الزنوج في اعالي النيل أما
اللغة العربية فهي لغة رسمية في أكثر من 12 دولة أفريقية. أما الديانات فهي عشرات
الأديان كالإسلام و المسيحية و الوثنية و ديانات محلية قبلية أخرى حيث تعتبر
المسيحية هي أكثر ديانة انتشارا و ذلك بسبب الاحتلال الذي فرض الديانة المسيحية و
تأتي في المرتبة الثانية الإسلام و بعد ذلك تأتي الديانات الخرافية المحلية التي
تنتشر في افريقيا بكثرة.
الإقتصاد
تتنوع مصادر اقتصاد افريقيا من بترول و ماس و
نحاس و يورانيوم و كاكاو و قرنفل و نواة النخيل و فول و بن و موز و قطن و مطاط و
سكر و شاي و سمك و ماشية. حيث تعتبر الجزائر و انغولا و الكونغو برازفيل و الغابون
و ليبيا و نيجيريا هي المصدر الأول للبترول الخام أما بوتسوانا فهي صاحبة الماس
المصدر إلى العالم كما تتميز كل من زامبيا و النيجر بفائض كبير من النحاس
واليورانيوم أما الكاكاو و القرنفل و باقي مواد الإقتصاد الافريقي فهو مقسم على
باقي الدول، كما تعتبر ليبيا و الجزائر دول ذات مصادر لا بأس بها من الغاز. كما
أنها تعتبر مكان جيد للسياحة و الاستجمام حيث لديها حدائق و غابات جميلة و شلالات و
انهار و جبال فائقة الجمال حيث تجذب عين السائح إلى محمية ما ساي مارا في كينيا أو
الأهرام في مصر أو شلالات فيكتوريا في زامبيا و زيمبابوى.
الإحتلال(مرحلة التدمير
الثقافي و الإقتصادي و الإجتماعي و الديني)
لقد بدأ الإحتلال الغربي للقارة
الإفريقية أواخر القرن التاسع عشر تاركا وراءه ويلات و دمار لا حصر له و لا مثيل
على كافة الأصعدة من فترة نهب الثروات و الكنوز و القتل و الإغتصاب إلى جعل أبناء
القارة بضاعة تافهة تباع و تشترى للأعمال اليدوية بل و تعدى ذلك ك إتخاذهم كحيوانات
داخل أقفاص للتسلية فقط كما نقل منهم الكثير عبر المحيط الأطلسي إلى العالم الجديد
او ما يسمى بالأمريكتين. و شهدت فترة الإحتلال الغربي لإفريقيا سيطرة كل من فرنسا و
اسبانيا و ايطاليا على شمال افريقيا و بريطانيا على منطقة جنوب افريقيا. ليتم بذلك
طمس الهوية الإفريقية و استبدالها بالتبعية الغربية حيث زرعت فكرة الرجل الابيض لا
يهزم و الرجل الابيض هو العرق الأعلى و بأن الافارقة هم العرق الأدنى حيث أنهم لا
يستطيعون الحكم و لا حتى العيش بعيدا عن العرق الأسمى و هم الغرب حيث فرض تدريس
اللغات و الثقافة الغربية من تاريخ مكذوب و افكار سامة و هدامة على الشعوب لكي يتم
بذلك إستعباد القارة و التبعية للغرب حتى بعد الإستقلال و هو ما تم بالضبط حيث خلف
وراءه أذنابا تمثل أجندته الخفية و يده التي ما زال ينهب بها خيرات افريقيا متمثلة
في الحكومات التي لا عمل لها سوى ارضاء الغرب و الغرب فقط مما أدخل القارة في
موسوعة جينيس للأرقام القياسية في الإنقلابات و الأمية حيث حصل 70 إنقلابا في فترة
الثمانينيات و التسعينات فقط كما اغتيل ما يزيد على 13 رئيس اراد أن يتمرد على
اسياده الغرب. أما نسبة الأمية فهي مخيفة جدا في افريقيا حيث توجد بنسبة 85% في
النيجر و 77% في بوركينافاسو و 65% في غامبيا لتحصد بذلك افريقيا الميدالية الذهبية
في الأمية على مستوى العالم ككل، مما جعله البذرة الأولى للحروب الأهلية و النزاعات
الإقليمية التي لا تنتهي. مما ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تفاقم المجاعة و
الأمراض التي فتكت بشعوب هذه القارة من ايدز و ايبولا و كوليرا و مالاريا إلى امراض
لم يوجد لها اسماء بعد. إن افريقيا القارة التي غذت العالم بخيراتها المنهوبة و
عقول ابنائها المحتكرة و مواهب اطفالها المستغلة ما زالت تكافح لتأمين الغذاء و
الدواء و الماء و الكهرباء مع العلم أن لولا افريقيا القارة المظلومة و المهمشة ما
كانت ستكون هناك اوروبا متحضرة تنظر إلينا بعين الإشمئزاز و الإزدراء و عنصرية كما
حدث في اليورو الماضي حين فازت إيطاليا على بريطانيا و هوجم فيها اللاعبين الأفارقة
هو نفسه الموقف الذي حصل في نهاية كأس العالم قطر 2022 حينما فازت الأرجنتين على
فرنسا مع العلم أن فرنسا لم تفز في أي شيء إلا بفضل الأفارقة. هكذا هي افريقيا كانت
و ما زالت القارة الغنية الفقيرة المظلومة و المهمشة.
تعليقات
إرسال تعليق