القائمة الرئيسية

الصفحات

التطبيع العربي الإسرائيلي من سنة 1973 إلى 2020

 




إن معنى كلمة طبع أو يطبع هو جعل الأمور طبيعية و منه جاءت كلمة التطبيع و هي إقامة علاقات طبيعية مع الإحتلال الإسرائيلي الغاشم نظاما و شعبا و تجاهل حالة الحرب القائمة لأكثر من عقود و التمييز العنصري أو بمعنى آخر و أدق هو إعطاء أحقية الأرض المغتصبة للكيان الصهيوني و شرعنة قتله للفلسطينيين و المداهمات المتكررة للبيوت و مصادرة الأراضي و الإعتقالات التعسفية و هدم البيوت و العقاب الجماعي و وضع الحواجز العسكرية التي تحد من حرية الشعب الفلسطيني و منع النمو الاقتصادي و عدم السماح ب لم شمل العائلات .

إن التطبيع عبارة عن التواطؤ مع الدويلة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني و الحد من حريتهم في العيش و التعبير و هو أبسط الحقوق. 

إن التطبيع لم يأتي بين عشية وضحاها و إنما درس و خطط له و نفذ على مراحل ثلاث أسميها بالتجارب. 

إن التجربة التي سنتكلم عنها في مقالنا هذا سيكون عن الحدث و ليس عن النتيجة لأن النتيجة كانت سلبية على الدول المطبعة و على الشعب الفلسطيني و على الشعوب العربية بالخزي و العار و على تضييع الحق الفلسطيني في التفاوض على حدود ٦٧ المعترف بها دوليا بل و إعطاء أحقية الأرض و الملكية للإسرائيليين بحجج واهية أولها التطبيع لصالح فلسطين و إنتهاء بالتبادل التجاري و المخابراتي لصالح إسرائيل مما سيزيد القوة الإسرائيلية إقتصاديا و عسكريا على حساب الشعوب العربية عامة و على الشعب الفلسطيني خاصة .

إن التجربة المصرية أو الساداتية كانت المرحلة الأولى للتطبيع الذي قوبل بالرفض العام من لدن الشعوب العربية والإسلامية أولا و طردها من الجامعة العربية ثانيا و قد بدأت تلك الخطوة بعد هزيمة 1967  و 1973  بزيارة الرئيس المصري أنور السادات لإسرائيل التي كانت الأولى عربيا و ظلت الجمهورية المصرية هي الدولة الوحيدة عربيا حتى سنة 1994 لتتبعها المرحلة الثانية المتمثلة في التجربة الأردنية المعروفة تحت إسم إتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية أو ما تسمى أيضا بإتفاقية وادي عربة مفادها قيام دولة فلسطينية و وقف الإستيطان في الضفة الغربية و حل قضية اللاجئين و الجدار الإسرائيلي العازل الذي لم يكن سوى حبرا على ورق لم تستفد منه فلسطين سوى المتاجرة بقضيتها التي كانت القضية الأولى عربيا لنصل للمرحلة الأخيرة و هي مرحلة بيع القضية الفلسطينية .

إن التجربة الإماراتية بزعامة محمد بن زايد الذي سجل إسمه في تقسيم السودان و حرب اليمن و إنقلاب مصر و حصار قطر  و في القضية الفلسطينية بنقاط سوداء كأنه رجل لا يحب رؤية السلام و الرخاء في العالم العربي والإسلامي ليثبت ذالك للعالم بالتطبيع العلني مع الإحتلال الإسرائيلي و يكشف حقيقة طيبة إسرائيل المظلومة من لدن الشعوب العربية و يفتح باب التطبيع مع الصهاينة بالقبل و الورود و التبادل التجاري الذي وصل لأكثر من المليار دولار



و الرحلات الجوية التي بلغت أكثر من العشرين رحلة في الأسبوع و إقامة الحفلات اليهودية في أبوظبي بحجة ملكية الأرض لليهود و حبهم للسلام و دورهم الفعال في تقليص خطر النفوذ الشيعي الإيراني و أن التطبيع هو السبيل الأمثل لحل القضية الفلسطينية لتتساقط الأنظمة العربية تباعا بعد ذالك اليوم الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تطبيع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة و إسرائيل ليكون وصمة عار في القضية الفلسطينية و هو يوم 13 أغسطس آب 2020 لتكون ثالث دولة عربية و أول دولة عربية بعد أكثر من عشرين عاما على تطبيع الأردن.

إن التطبيع الإماراتي لم يكن الأخير و إنما كان الجسر الذي سيمهد الطريق للتطبيع العربي الإسرائيلي الذي سنشهده في العام 2020 لتطبع البحرين في أقل من شهر أيضا من تطبيع عرابها الإمارات  لتكمل الرباعية الذهبية و ذالك يوم 12 سبتمبر/ أيلول يغرد ترمب في وقت متأخر على تويتر من مساء الجمعة معلنا نبأ توصل البحرين و إسرائيل إلى إتفاق تاريخي بين البلدين في ظل حصار دولة قطر لأكثر من ثلاث سنوات و حرب اليمن التي لم تخمد بعد ، لتكشف عن وجهها الحقيقي في التطبيع بأنه خطوة واقعية و شجاعة و انه تم لمصلحة الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره و قد يكون التطبيع البحريني الإسرائيلي ليس مفاجئا كما قال بعض الخبراء و إنما نتاج لأعمال قد تكون بدأت من 2017 عندما سمح لوفد إسرائيلي بالمشاركة في مسابقة للإتحاد الدولي لكرة القدم في المنامة .

و في 24 أكتوبر/ تشرين الأول 2020  إحتل خبر تطبيع السودان مع الإحتلال الإسرائيلي صدارة وسائل التواصل الاجتماعي في السودان بصفة خاصة و في الوطن العربي بعد شكر رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك الرئيس الأمريكي لتوقيعه الأمر التنفيذي لإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مضيفا جملة التطبيع بعبارة حاذقة و خفيفة نتطلع إلى علاقات خارجية تخدم مصالح شعبنا على أفضل وجه ليكتمل الحبل الملفوف حول عنق فلسطين من مصر و الأردن و البحرين و السودان و المال الإماراتي الذي لم يوظف إلا في المصلحة الأمريكية الإسرائيلية. 

إن التطبيع الإماراتي الإسرائيلي كان هو الكعكة التي انتظرتها إسرائيل لأكثر من قرن من الزمن لثقل وزنها في الدول العربية متناسية أن الدول العربية دول شعوب و ليست دول أنظمة لنختم بالمقولة التي تربينا عليها و هي الأرض لفلسطين و عاصمتها القدس الشريف و القضية الفلسطينية هي قضيتنا الاولى دائما و أبدا. 


author-img
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته إخوتي أخواتي

تعليقات

التنقل السريع