القائمة الرئيسية

الصفحات

الإسلام الديمقراطي المدني عند راند

 



الإسلام الديمقراطي المدني 

(إستراتيجية مؤسسة راند الناعمة لتغيير الإسلام وفق المعايير الغربية )

إن كتاب الإسلام الديمقراطي للباحثة النمساوية اليهودية شيريل  بينارد ليس مجرد كتاب بل هو تقرير و دراسة ممولة من الكونغرس و الدفاع و البيت الأبيض الأمريكي و الأمن القومي، و

بعد مطالعتي للكتاب بترجمة التنوير للنشر و الإعلام و بعد مشاهدتي على اليوتيوب لكثير من الباحثين الشارحين  الكتاب سوف أقوم بإختصاره في عدة نقاط مع شرح مفصل للكتاب إن شاء الله و سوف أسلط الضوء على المؤامرة التي تحاك ضد الدين الإسلامي الصحيح الذي يقوم على الكتاب و السنة الذي سمي في التقرير بالإسلام المتطرف و المتشدد

 إن كلمة rand هي إختصار لكلمة research and development و تعني البحث و التطوير و قد صنف التقرير أو الكتاب لدراسة كيفية القضاء على الإسلام الصحيح و إستبداله بإسلام مدني ديمقراطي معاصر و جميل فبدأ الكتاب في الفصل الأول بعنوان هو تحديد القضايا: مدخل إلى نطاق الأفكار داخل الإسلام المعاصر ثم قامت بدراسة العنوان في أربعة نقاط أو تيارات إسلامية و شرحها و كيفية دعمها و محاربتها إذا اقتضت الحاجة لذلك ب التقسيمات التالية  

١-الأصوليون و هم ينقسمون إلى قسمين إلى أصوليون نصوصيون و هم المتمسكون بالكتاب و السنة و إعتقادهم الديني راسخ جدا و لهم جذور في المؤسسات الدينية و ضربت المثل (بالوهابية السعودية )

و أصوليون متطرفون و هم أولئك الذين ليس لهم جذور في المؤسسات الدينية و غير مهتمين بالنصوص و هم (حركة طالبان و حركة التحرير و حركات الجهاد)

لكن الأصوليون بصفة عامة لا تتوافق مع قيم المجتمعات المدنية و التصور الغربي لمجتمع الحضارة و النظام السياسي العلماني و على الولايات المتحدة الأمريكية و الأوروبيون محاربة الأصوليون و مواجهتهم 

٢-التقليديون: و قسمتهم ايضا إلى قسمين و هم تقليديون محافظون وهم أولئك المتبعين حرفيا للشريعة و لا تستخدم العنف و تطالب الدولة بتطبيق الشريعة الإسلامية 

اما التقليديون الإصلاحيون ف هم الرافضين للإتباع الحرفي للشريعة و يجب على الشريعة تقديم تنازلات لتتناسب مع القيم الغربية العلمانية ليظل خطابه جذابا و فعالا على مدى العصور و هم أكثر إستعداد لمناقشة المحاولات الإصلاحية و إعادة تفسير النصوص و موقفهم الحذر في تقبل التغير ينبني على مرونتهم التي تتجاوز ظاهر الشريعة بغية الحفاظ على روحها 

٣-الحداثيون :

إن الحداثيون أو اللا علمانيون أو العقلانيون كما يصفهم التقرير تارة هم عبارة عن كارهين للسنة أو بعبارة التقرير هم مجموعة من التنويريين تطالب بتغييرات جوهرية في فهم الإسلام و صدارة الضمير الفردي و قيام المجتمعات على المسؤولية الاجتماعية و المساواة بين الرجل والمرأة و الحرية و هي قيم تتوافق بسهولة مع المعايير الديمقراطية الحديثة و هي مصلحة المجتمع ،كما يبدي الحداثيون إعتراضات جوهرية على بعض عقائد الإسلام ك عقاب البدن في الحدود و عذاب القبر و الإسراء والمعراج و يعتبرون مصلحة المجتمع قيمة تتجاوز تعاليم القرءان ذاته و هم يرون ايضا ان مصلحة المجتمع أهم من الدين و أن لكل فرد حق حرية فهم القرءان بما يراه عقله و ضرب مثلا ب محمد شحرور الذي تكلمنا عنه تحت عنوان مدلس العصر بأنه ينحرف عن عقيدة أهل السنة والجماعة بإنكاره لأي مصادر دينية أخرى غير القرءان (بما في ذلك السنة ) و بنزوله بمكانة النبي إلى ما لا يزيد عن كونه إنسان جدير بالإعجاب و لكنه غير معصوم و التقليل من شأن كل العلوم الدينية الدخيلة 

كما ضمت الصوفية إلى الحداثيون بإنشاء دورات في البيت الأبيض ضمت علي الجفري و الكباش من وفد الصوفية السودانية  بأن الولايات المتحدة الأمريكية قالت بأنهم هم الإسلام الوسطي لأن التقرير أيضا جعل من الطرق الصوفية و تبجيلهم للأولياء و عبادة الضريح هي طريقة تنم عن الوسطية و الإعتدال و ضربت مثلا بفرقة الأحباش اللبنانية الضالة بأنها معتدلة و صالحة كما أن إنشاء إتحاد عالمي للطرق الصوفية سنة ٢٠١٣ برئاسة ابو العزائم لم يأتي من فراغ . 

٤- العلمانيون و هم ينقسمون إلى قسمين ايضا 

١-٤ علمانيون جزئيون أو معتدلون و هم الذين يطالبون فصل الدين عن الدولة و بأن الدين امر شخصي ك العلمانية التركية 

٢-٤ العلمانيون المتطرفون و هم الذين يعادون الدين بالكلية وهم (البعثيين و الناصريين و الشيوعيون الجدد)

و بعد تحديد الإتجاهات الأربعة تطرقت الباحثة إلى تعدد الزوجات و الحجاب و ملبس المرأة و عن ضرب الزوجات لكي تجد تربة خصبة لتقريرها للجهات المعنية و للجهات المستهدفة خاصة تلك الكلاب المسعورة من حداثيون و صوفية و علمانية التي ستدعم و تمول و تعطى منابر إذاعية و تليفزيونية لنقض الدين و تجريم التراث الإسلامي من كتب و علماء و خاصة البخاري الذي يمثل شوكة في حلق الغرب و العلمانيون و الحداثيون ...إلخ 

و كان في التقرير نقطة جميلة جدا جذبتني أنا شخصيا و هي أن الإتجاهات أو التيارات الإسلامية الأربعة ستصنف حسب موقفها من الديمقراطية و حقوق الإنسان و الحريات و هي المعيار الوحيد لمعرفة الدين الوسطي المرضي للغربيين و الولايات المتحدة الأمريكية 

و في الفصل الثاني يبدأ الفصل بعنوان:

إيجاد شركاء لترويج الإسلام الديمقراطي -الخيارات المتاحة –

إن الشركاء الذين توصلت إليهم تشارل بينارد بعد أكثر من دراسة و بحث هم العلمانيون و الحداثيون أو المسلمين الليبراليين (اللاعلمانيون أو العقلانيون ) و الصوفية إلا أنها لا تحب العلمانيون كثيرا لأنهم منبوذون من المجتمع الإسلامي و خاصة عندما تم فضحهم من لدن تيار الصحوة أو كما يقول التقرير و أن إستراتيجية الباحثة هي هدم الإسلام من الداخل فإن الباحثة اليهودية تختار الحداثيون لأن النزعة الحداثية هي التي تتسق مع الغرب و هذا يشمل تجاوز الإعتقاد الديني الأصلي أو تعديله أو تجاهل بعض عناصره على نحو إنتقائي و أن الحداثيون ينظرون على أن الإسلام الصحيح ليس أكثر من مجرد تاريخ خرافي أسطوري كما يرى المسيحيون و اليهود لكتبهم و أن قليل من الناس هم الذين يصرون على العيش بأسلوب أنبياء العهد القديم حرفيا و هي ليست مشكلة كبيرة جدا إذا تم هدم الدين من الداخل بعدم حاجة الناس للشريعة و أنها غير صالحة لعصرنا هذا بل و يتعدى ذلك عندما تقوم بدعوة الإكتفاء بالقرءان و عدم جدوائية السنة مستشهدة بأحاديث نبوية في بحثها هذا تعلم أنها و من على شاكلتها ليسوا سوى مكررين لشبهات قد سبقتهم و لم تفلح و إنما يقع صاحبها في التناقض كما وقع لها و ل مجنديها الذين نروهم على منابر كثيرة ك محمد شحرور و إبراهيم عيسى و عدنان إبراهيم و كيالي و مصطفى راشد و خالد الجندي و سعد الهلالي و اسلام بحيري و احمد عبده ماهر و إقبال بركة و ميزو و ألفة يوسف و سعيد برباش و احمد صبحي منصور ...إلخ من حداثيون عقلانيون منكري للسنة بأن التراث ليس سوى كتابات تروج للقتل و الإرهاب و يجب نبذهم و إيداعهم في المتاحف و خاصة صحيح البخاري ومسلم و كتب التفسير من طبري و إبن كثير و من علماء ك شيخ الإسلام ابن تيمية و إبن القيم و محمد بن عبد الوهاب و من محدثين ك إبن حجر و النووي و من مصححين ك الألباني إلخ ...

 لم يعد يصلح للوقت الراهن و أن التمسك بالسنة كمنهج مضيعة للوقت و تطالب الغرب في تقريرها عدم التساهل في السماح بإرتداء الحجاب و تعدد الزوجات و الزواج المبكر و أن السماح بذلك هو إنتصار على الديمقراطية الأمريكية و لذلك يجب دعم الحداثيون و تثقيفهم، و تزويدهم بمنبر للتعبير عن أفكارهم، و تقديمهم للجماهير كواجهة للإسلام المعاصر كما في الصفحة (٩١) و دعم العلمانيين بشكل فردي حسب طبيعة كل حالة، و دعم المؤسسات و البرامج المدنية كما حصل في اندونيسيا، و أن ملاحقة الأصوليون بقوة و ضرب نقاط الضعف في مواقفهم الإسلامية و الإيديولوجية ،و الترويج لإنتقادات التقليديين لعنف و تطرف الأصوليون، و تشجيع النزاعات بينهم هي أسباب إنجاح الأمر المراد و الغاية المطلوبة .

وفي الأخير إن مواجهة الدين الإسلامي الصحيح هي بإنهاء إحتكار الأصوليون و التقليديون للإسلام تعريفا و شرحا و تفسيرا ، و إختيار علماء حداثيون مناسبين لإدارة موقع إليكتروني يجيب على الأسئلة المتعلقة بالحياة اليومية ،و يعرض الآراء الفقهية الحداثية ،و تشجيعهم على كتابة النصوص الأكاديمية ،و الإشتراك في تطوير المناهج و عرض الحداثة للنشء الإسلامي بوصفها ثقافة مضادة و خيار بديل ،و عدم السماح بتعاون الأصوليون و التقليديون، و تشجيع الإختلاف و الإنتقادات بينهم .

إن التقرير الذي يتألف من أكثر من مئة صفحة يتمحور حول كيفية محاربة الأصوليون أهل السنة و لو بالتشويه او التضليل و ذلك أضعف الإيمان على لسان حالهم 

و يقول الدكتور صالح الغمدي

إن العالم الغربي و على رأسه أميريكا يدرك أن سيطرته و هيمنته و استعماره لم تطل بعد عقول المسلمين و أذهانهم حتى و إن كانوا في الظاهر هم المغلوبين إلى أن يصل إلى قوله فالإسلام بعقيدته و شريعته هو سر المقاومة و الممانعة و ما دام الإسلام متأصلا في الشعوب المسلمة فلن يكتب لها الهيمنة على الدوام 

و في هذا السياق نرى أن كثيرا من الأفلام و المسلسلات العربية والاجنبية التي تظهر الدين الإسلامي  بأنه هو الإرهابي و الوحش و الفتاوى الشاذة و الدعوات بتجديد الخطاب الديني ليست سوى البداية فقط .

و من هذا المنبر نطلب من كل مسلم معرفة دينه الذي ارتضاه الله له بإتباع سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم و السلف الصالح و تطبيقه في حياته اليومية و أن يعلم ما يعلم للمجتمع و أن يكشف المؤامرة و التحذير منها و من دعاتها الذين إن شاء الله واحدا تلو الآخر بداية من الهالك محمد شحرور الذي سميته في مقالتي ب مدلس العصر مرورا بإبراهيم عيسى و الكيالي و مصطفى راشد و خالد الجندي و سعد الهلالي و اسلام بحيري و عدنان إبراهيم و احمد عبده ماهر...إلخ الدعاة على أبواب جهنم 


author-img
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته إخوتي أخواتي

تعليقات

التنقل السريع